

في أواخر العهد العثماني كان هناك رجل يدعى «القاسم الأحمد» وهو الرجل الذي كان يقود المقاومة ضد الدولة العثمانية في نابلس في فلسطين لكن العثمانيين قرروا أن يقضوا على كل من يقاوم ظلمهم الكبير في نابلس فلجأ رجلنا «القاسم» ليحتمي عند شيخ القلعة «إبراهيم الضمور». علم «محمد علي» بوجود «قاسم الأحمد» في الكرك فأناب ابنه «إبراهيم باشا» المعروف بتسليم «الأحمد» فأبت المدينة وامتنعت عن تسليمه والتف ًببطشه الشديد على جيش للتوجه نحو الكرك لإخضاعها مطالباالجميع حول شيخهم وضيفه مرددين (المنية ولا الدنية) وتحصن الجميع بالإيمان والصبر والرجولة والشهامة في قلعة الكرك. كان «إبراهيم الضمور» لديه ثلاثة أبناء أكبرهم يدعى «السيد» وفي إحدى المرات عندما خرج ولداه «السيد» و»علي» لتفقد الرعاة، تمكن العثمانيون من الإمساك بهما وهنا أصبح موقف العثمانيين في حمل الكركيين على تسليم «القاسم الأحمد» أقوى فهم الآن بحوزتهم نجلا الشيخ. هدد العثمانيون الشيخ بحرق نجليه إن لم يسلم «القاسم الأحمد» والكرك وهنا وقع بطلنا في صراع: هل يختار بين ولديه ويتخلى عن عادة من أهم عادات العرب وهي إعطاء الأمان لكل من يحتمي بهم؟ وهنا يبرز دور زوجته «عليا» البطولي التي قالت: «إن الأولاد يمكن أن يعوضوا ولكن الوطن لا يمكن استبداله فهو واحد»، وأشارت إلى زوجها بأن يضحي بأبنائه في سبيل الوطن.